الخميس ، 3 جمادى الآخر ، 1446 - 05 ديسمبر 2024
|
|
YAFA
sms-tracking ارسل خبر

"تبًا لكم، أليس فيكم رجل رشيد" .. بقلم: عبد القادر سطل

يافا 48 2022-05-17 10:02:00
 
طالعتنا الصحف اليومية ومواقع التواصل عن قبول الالتماس من بعض اليهود من سكان تل ابيب الذين اعترضوا امام المحكمة على قرار بلدية تل أبيب بتخصيص 10 وحدات من مشروع مكابى يافا (بيارة بركات سابقًا. بادعاء أ، هذه الخطوة تعتبر تمييز ضد اليهود في تل ابيب؟ كما وادعى الملتمسون أن عدد العرب يزداد في يافا قياسا بعدد اليهود. 
 
 إننا إذ نعتبر قرار البلدية بتخصيص 10 وحدات للسكان العرب ضمن المشروع المذكور أعلاه، خطوة إيجابية جاءت متأخرة ولكنها مباركة وتصب في تصليح الاجحاف الذي لحق بأهلنا العرب في يافا منذ النكبة. والتي ما زالت ابعادها تنال من وجودنا كعرب في البلاد عامة ويافا والمدن الساحلية خاصة. كان لا بد من هذه الخطوة بعد العديد من الخطوات التي خدمت مشروع التطهير العرقي للسكان العرب في يافا وتحت مسميات مختلفة مسَت بالبشر والحجر في يافا، نذكر منها: 
 
تحويل يافا عروس فلسطين من مركز تجاري، اقتصادي، سياسي، اجتماعي، حضاري وأحد أهم مدن الشرق الأوسط الى جيتو تم جمع ما تبقى من أهلنا في يافا (3900) وفرض الحكم العسكري عليهم وحصارهم بالأسلاك الشائكة.
 
قصف حي المنشية القريب من تل ابيب وتفريغه كليا من السكان ليتحوًل الحي الى كتلة من الاطلال التي تم طمرها وتحويلها الى منتزه يزوره البعض وهو لا يدري أنه يدوس على أشلاء من استشهد في الحي أثناء القصف. ومسجد حسن بك شاهد على ذلك.
 
تفريغ البلدة القديمة من سكانها العرب ومنع عودتهم اليها من خلال تعيين لجنة خاصة بالبلدة القديمة تحرص على ذلك وتمنع أي محاولة بعودتنا لأقدم احياء يافا العربية.
 
ولم يكتفوا بذلك بل وتم ملاحقنا حتى فيما تبقى من الاحياء العربية، العجمي والجبلية حيث قامت بلدية تل أبيب ودائرة أراضي إسرائيل ظلمًا وبهتانا بهدم أكثر من 3000 وحدة سكنية وتحويل مئات العائلات من سكان محميين الى مستأجرين في المساكن التي تقع أمام المقابر في الجبلية وهي حاليا بحالة سيئة للغاية. 
 
كما وقامت بلدية تل ابيب وبدون ترخيص بطمر 150 دونم من بحر يافا لصالح مشروع مدرًج يافا وتحويل المنطقة الى مركز لرمي كل نفايات تل ابيب والمنطقة بما في ذلك ألقيت بيوتنا العربي’ بل قصورنا في البحر، لتتحوًل هذه البقعة الجميلة من يافا الى مقبرة لبيوتنا. من يصعد الى القمة يجد هناك عيَنات من بلاط تلك البيوت كشاهد آخر على نكبتنا. 
 
لا اعرف من اين استقى الملتمسون أرقامهم بخصوص زيادة عدد العرب، ما نراه على أرض الواقع هو ازدياد مضطرب بعدد اليهود والكلاب في يافا. ولم يعيش هذا الواقع لا يغيب عنه ما يحدث في شارع فيصل أقصد بالعربي يهوذا هايميت، أين السكان العرب في هذا الشارع؟ تبخروا مثلًا, خالي احسان كان العربي الأخير الذي سكن في منطقة شمال العجمي فوق الميناء, لتتحول المنطقة نظيفة من العرب. ولا اتطرَق الى سينما نبيل ورشيد والاحياء الجديدة التي أقيمت هناك, هي أيضا نظيفة وخالية من العرب. واندروميدا مغلقة في وجهنا وسوق العتق محرَم علينا، وشارع غزة يلفظ أنفاسه وبيت الحاج علي بيبي محاصر يبكي غياب اهله. وقصر الشيخ على أقصد بالعربي البيت الأخضر مستهدف. حتى البقعة المسماة بحرش الزيتون حرمنا منها بقرار اداري وقد تباع بالمزاد لمستثمر يهودي يحجب البحر عن سكان الحي. 
 
نعرف جيدًا أن القضاء والمحاكم لم ولن تنصفنا. ونعرف أيضا أن ظهورنا باتت تلاطم الجدار ولم يبقى لنا إلا التقدم الى الامام، وسيف التهجير والاقتلاع يلامس رقابنا. أكثر من 400 عائلة عربية فلسطينية مهددة بالإخلاء عاجلا أم آجلا. فماذا نحن فاعلون؟ 
 
فليتوَع أحدكم لترجمة هذا الملف للغة العبرية علَ الحاكم الظالم يفهم أبعاد قراره بمنعنا من الحق الأساسي بالعيش بكرامة على أرضنا وبيوتنا. 
 
غصة في قلبي والله, ليس من هؤلاء الملتمسون, ولكن من آداءنا هنا في يافا, اللامبالاة عدونا والجلوس في بيوتنا لن تمنع من قدوم الخطر القادم لا محالة. نحن نناضل من أجل البقاء في يافا ولهذا النضال نحتاج الى الكتف التي تسندنا ومن غيركم يمكنه فعل ذلك. نعم, أنتم أهلنا في يافا. لا بد لنا أن نصحو الان وليس غدًا ونشارك في الوقفات الاحتجاجية ضد التهجير، ونشارك في التظاهرات والمسيرات وكل الوسائل السلمية التي نمارسها لأنها من حقنا. 
أهمس في آذانكم معلومة آمل أن تسمعوها دون غيركم. المحاكم لن تنصفكم والسلطة لن تقدم لكم على طبق من ذهب بيوت لكم ولأولادكم. 
 
يوم الخميس القريب 22/5/19 الساعة السابعة والنصف سأكون في مؤسسة الرابطة للمشاركة في الاجتماع الذي سيعقد هناك لطرح قضية سكان العميدار والحلول المطروحة، سيكون ذلك بعد يوم عمل طويل ولكن لا بد من المشاركة لان الواجب يملي علينا ذلك فماذا أنتم فاعلون؟.
 
عبد القادر سطل 
مؤسسة الرابطة 
 
comment

التعليقات

4 تعليقات
إضافة تعليق

بسمه

2022-05-19 15:46:36

فرجك يا رب...!

إضافة رد

سالم سطل / ابو ادم

2022-05-17 18:21:39

لم ولن اتبارز مع أحد تعقيبا او دفاعا عن ما ورد في المقال الهادف والذي يحتاج بالفعل أن نضعه تحت مجهر العقول النيرة وذوي الذكاء الخارق

إضافة رد

الى الاخ عبد

2022-05-17 11:26:13

اولا لماذا لا يتطرق الى اجحاف البلدية وعدم حنكتها في ترويج البيوت للعرب ولم تتخذ طرق واساليب اخرى وهي تعلم عن وجود فئة اليهود المتطرغ وتعلم انه سوف يتوجه للقضاء كما فعل سابقا ، فلربما البلدية ارادت ذلك لتبقى تتغنى بانها اعطت العرب ١٠ بيوت وتعتقد ام بذلك قامت بحل ازمة السكن ، والغريب ان الاخ الكريم لم يذكر اجحاف البلدية بهذا المجال . ثم ما شأن موضوع العيدار بهذا الموضوع لم افهم العلاقة بين هذا وذاك . كلمات رنانة لن تقوم بحل ازمة السكن وبكل صراحة شبعنا من هذه الكلمات ونريد حلولا .

إضافة رد
load تحميل
comment

تعليقات Facebook